وكان يسمى القسم الأول من البروج الثور والثاني الجوزاء والثالث السرطان ولما جددت الأرصاد في أيام طيموخارس وجدوا صورة الحمل قد انتقلت إلى القسم الأول من القسم الثاني عشر الذي هو بعد منطقة التقاطع فغيروا أسماءها فسموا القسم الأول الحمل والثاني الثور والثالث الجوزاء.
قال ولا يخالفنا أحد في أن هذه الصور تنتقل بحركاتها على مر الدهور من أماكنها حتى تصير صورة الحمل في القسم السابع الذي للميزان والميزان في القسم الأول الذي هو الحمل فيسمى أول البروج الميزان والثاني العقرب. ثم مر في كلامه موضحا عما ذكرناه من تنقلها الموجب لتغير أسماء بروجها وهم مجمعون على أن الكوكبين المتقاربين المعروفين بالشرطين على قرني الحمل هما أول منازل القمر فيجب أن يكون أول البروج الاثني عشر.
ومن امتحنهما في وقتنا هذا وهو سنة ثمان وعشرين وأربعمائة للهجرة الموافقة لسنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين لذي القرنين وجد أحدهما في عشرين درجة من الحمل والآخر في إحدى وعشرين منه أعني من البرج الأول ويعرف ما ذكرته من كانت له خبرة وعناية بهذا الأمر.
فأي برج من البروج الاثني عشر يبقى على صورة واحدة وكيف ثبت الحكم الأول بأنه دال على الوحوش وعلى كل ذي ظلف وقد انتقلت إليه أكثر صورة الحوت وكذلك حال جميع البروج فافهم هذا فإنه ظريف.
فصل :
ومن عجيب غلطهم في الأسماء الدالة على عدم معرفتهم بمعانيها أنهم سمعوا العرب التي تسمي الكواكب التي عن جنوب التوأمين الجوزاء فلم يفهموا هذا الاسم وظنوا أنه مشتق من الجوز الذي يؤكل فرأوا من الرأي أن يسموا النسر المواقع من الكواكب الغربية من اللوز قياسا على الجوزاء وهذا من الغاية في الجهل والعناد وليس تقوله إلا شيوخهم ومصنفو الكتب منهم ومن اطلع في ذكرهم الصور الثمان والأربعين وقف على صحة ما حكيته عنهم فهل سمع أحد قط بأعجب من هذا الأمر؟