الحمل. فمن الواضح أن الأنحاء الثلاثة الأخيرة ليس فيها عروض حقيقة ، وإنما العروض للواسطة ، لا لذي الواسطة.
ومن الواضح أيضا أنّ في الأنحاء الثلاثة الأولى عروضا حقيقيا ،. فهذه الثلاثة تكون أعراضا ذاتية ، لأن العروض فيها إما ذاتي ، أو لازم ، أو بواسطة تعليلية.
ويبقى الكلام في النحو الرابع فإن قلنا بكفاية العروض الضمني في الذاتية أدرجناه مع الثلاثة الأولى ، فتكون الأنحاء الأربعة الأولى أعراضا ذاتية ، وإن قلنا بتقوّم الذاتية بالعروض الاستقلالي فقط ، أدرجنا النحو الرابع مع الأنحاء الثلاثة الأخيرة ، فتكون الأنحاء الثلاثة الأولى فقط أعراضا ذاتية.
ثم استظهر المحقق العراقي (١) أن المناط في الذاتية ليس هو الحمل ، بل هو العروض. وليس هو مطلق العروض ، بل العروض الاستقلالي ، استظهر هذا من كلمات الحكماء ، وذلك لأنه لو كان مناط الذاتية هو مطلق العروض ، ولو ضمنيا ، أو كان مناط الذاتية أوسع من ذلك ، وهو أن يكون الحمل حقيقيا ، إذن للزم أن تكون العوارض الذاتية للنوع عوارض ذاتية للجنس. فالعوارض الذاتية للنوع هذه لها عروض ضمني للجنس ، لأن الجنس جزء من النوع ، ويكون حملها على الجنس أيضا حملا حقيقيا بلا عناية. فلو بنينا على أن المناط في الذاتية هو مطلق العروض ولو ضمنا ، فضلا عن البناء على أنّ المناط هو الحمل الذي هو أوسع من العروض ، للزم من ذلك أن تكون عوارض النوع ذاتية بالنسبة إلى الجنس. وهذا يقتضي أن يكون العلم الذي يبحث عن الجنس يبحث عن عوارض النوع أيضا ، فمثلا : علم الحيوان يجب أن يبحث عن عوارض الإنسان أيضا ، وعلم الطبيعي الذي موضوعه الجسم ، يجب أن يبحث عن عوارض علم الطب أيضا ، لأنها عوارض للجسم المخصوص بالمزاج المخصوص مع أنه ذكر (٢) عن المحقق الطوسي في (شرح الإشارات) أنه قال :
__________________
(١) بدائع الأفكار : ج ١ ص ١٣.
(٢) بدائع الأفكار : ج ١ ص ١١.