الغزالي ، والرازي ، وابن الحاجب ، والباقلاني ، والجويني وغيرهم جعلوها حجة لهم ، وقالوا : قد أمر بالذبح ، ونسخ الأمر قبل وقته ؛ لأنه لم يقصر وبادر قالوا : والآية فيها دلالة قاطعة وشنعوا على المعتزلة في قولهم : إن إبراهيم صلىاللهعليهوسلم لم يؤمر بالذبح لكن ظن أنه مأمور به حتى قال في شرح البرهان نسبتهم الأنبياء إلى الغلط كفر صراح ، وقالوا قد أمر بالذبح ، ولهذا قال ابنه : (افْعَلْ ما تُؤْمَرُ) ، وقال تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) ومقدمات الذبح ليس ببلاء مبين ، وقال تعالى : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ولو فعل ما أمر به فعل حاجة إلى الفداء ، ولا يصح أن يؤمر على أصل المعتزلة بالذبح وهو ممنوع منه بانقلاب السكين ونحوه ؛ لأنه تكليف ما لا يطاق ولا بأنه التحم ؛ لأنه كان لا يحتاج إلى الفداء ، أو لأن إجماع المفسرين بأن ولده أنجاه الله من الذبح ، واستيفاء كلامهم في الكتب الأصولية ، وسنذكر ما يتعلق بها من الثمرات الفقهية ، لكنا نذكر نكتة مما في كتب التفسير لتعلقها بالآية.
قال في الكشاف : قيل : إن الملائكة حين بشرته بغلام حليم قال : هو إذا ذبيح الله ، فلما ولد وبلغ حد السعي معه قيل له : أوف بنذرك ، قيل بلغ أن يسعى معه في أشغاله ، وقيل : في طاعة الله ، وقيل : القدر الذي يقدر فيه على السعي.
وقيل : كان ابن ثلاث عشر سنة.
قيل : أتي في المنام فقيل له : اذبح ابنك ، ورؤيا الأنبياء وحي فذكر إبراهيم تأويل الرؤيا.
قيل : رأى ليلة التروية ، قائلا يقول له : إن الله يأمرك بذبح ابنك هذا فلما أصبح روّى في ذلك إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان ، ومن ثمّ سمي يوم التروية ، فلما أمسى رأى مثل ذلك فعرف أنه من الله فمن ذلك سمي بوم عرفة ، ثم رأى مثله في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمي يوم النحر.