وقوله : (إِلى رَبِّكِ) أي إلى موعد ربك (راضِيَةً) بما أوتيت (مَرْضِيَّةً) عند الله.
وقوله : (فِي عِبادِي) أي : في جملة عبادي المؤمنين ، وقيل : النفس الروح ، ومعناه فادخلي في أجساد عبادي ، وفي قراءة ابن مسعود : فادخلي في جسد عبادي ، وفي قراءة ابن عباس : فادخلي في عبادي.
وثمرة ذلك : الترغيب في سبب هذا القول ، وهو الشهادة ، أو الصدقة ، أو غير ذلك.
سورة البلد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى :
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) [البلد : ١١ ـ ١٨].
المعنى : لما بين الله تعالى أنه هداه النجدين وهما طريق الخير والشر على الأصح قال تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) والاقتحام هو الدخول في الشيء بشدة ، مثل الولوج ، والعقبة التي ترتقي على صعوبة ، فمثل الله سبحانه طريق الخير لصعوبتها بالعقبة ، ثم بينها وأنها فك رقبة ، أو إطعام في يوم ذي مسغبة ، أي : مجاعة ، وأن يكون (مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) يعنى : بالرحمة ، وفي ذلك أقوال :
الأول : أنه إخبار ؛ لأن (لا) متى أضيف (١) إلى الماضي أريد به
__________________
(١) أي : ضمت إلى الماضي وقرنت به.