سورة الرحمن
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن : ٦٠]
قيل : المعنى هل جزاء الإحسان في العمل إلا الإحسان في الثواب.
وعن محمد بن الحنفية : هي مشتملة للبر والفاجر ، وقد استدل أهل المذهب بها في مواضع المجازاة فيدخل في هذا جواز قبول هدية من علم مصلحة دينية إذا لم يقصد المعلم العوض ، ويدخل في هذا جواز صرف الزكاة إلى من تقدم منه إحسان أو شفاعة إلى قادر إذا لم يكن الصرف ليفعل له في المستقبل ، وكذا من أضاف أهل الزكاة فصرفوا إليه زكاتهم ، لأجل كونه أضافهم لا لكونه يضيفهم في المستقبل ، وكذا من تزوج من غيره فأهدى إلى الولي هدية مشروطة ، وكذا من أحسن إليه كافر فكافأه جاز ذلك ، ولذلك أرسل صلىاللهعليهوآلهوسلم بقميصه إلى ابن أبي ؛ لأنه كان كسا العباس قميصا ، وكذا من أقرض قرضا فقضي أكثر ولم يقصد أن القرض ليزاد له.
قوله تعالى
(فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [الرحمن : ٦٨]
فسرت الفاكهة بما يستطرف ، وقد قال المؤيد بالله في حقيقتها : إنها اسم لكل ثمرة جرت العادة بأكلها على سبيل التنقل في غالب الأحوال ،