سورة الذاريات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى
(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [الذاريات : ١٧ ـ ١٩]
ثمرة هذا الكلام : أن الله سبحانه جعل هذه الصفات الثلاث من صفات المتقين ، وفي ذلك بعث عليها وحث ، وهى قيام الليل قيل : أراد بذلك صلاة الليل ، وكانت فرضا ، وقيل : هي التقرب إلى الله بعبادة الليل وإن لم يكن ذلك فرضا.
وقيل : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء ، عن محمد بن علي ، وقيل : ويصلون ما بين المغرب والعشاء ، عن أنس بن مالك ، وسالم.
وقيل : كانوا يديمون الصلاة إلى السحر ، عن الحسن ، ثم يعدون نفوسهم مقصرين ، فيستغفرون عن التقصير ، وقيل : يصلون بالسحر ، عن مجاهد.
وقيل : يطلبون من الله مغفرة الذنوب ، وفي هذا دلالة على أن للعبادة بالليل مزية ، ومن ثم قال المؤيد بالله : سنة المغرب آكد من سنة الظهر ؛ لأنها من صلاة الليل.
وقال : أبو طالب هي أفضل ؛ لأنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ قضاها بعد العصر حين جاءه مال شغله تفريقه ، قيل : لا دلالة في هذا إنما تكون الدلالة لو اشتغل عن سنة المغرب ثم لم يقضها.