قال الحاكم : ولا ينفذ حكمه ؛ لأنه اتبع هواه ، وقد جاء في الحديث النبوي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إياكم والإفراد» الخبر المشهور.
قال في الكشاف : وعن بعض خلفاء بني مروان أنه قال لعمر بن عبد العزيز أو للزهري : هل سمعت ما بلغنا؟ قال : وما هو؟ قال : بلغنا أن الخليفة لا يجري عليه القلم ، ولا تكتب عليه معصية ، فقال : يا أمير المؤمنين : الخلفاء أفضل أم الأنبياء؟ ثم تلا هذه الآية.
والنظر هل يستخرج من هذه الآية تحريم الانتقال من مذهب إلى مذهب مساعدة للهوى لا لكونه أرجح ، أم لا ؛ لأن عمله بالهوى تبع للحق ، فدخل في الرخص ، والأقرب أن ذلك كالحكم.
قوله تعالى
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص : ٢٨]
النزول
قيل نزلت في علي وحمزة وعبيدة ، وفي عتبة ، وشيبة ، والوليد ، لما تبارزوا يوم بدر.
وثمرتها وجوب التمييز بين المؤمن والكافر ، والمؤمن والفاجر في الموادة والموالاة ، وقد جاء في الحديث في أن مجلس المؤمن يكون أرفع من مجلس الذمي عند التحاكم ، ويحتمل أن يؤخذ من هذه الآية عدم التكافؤ بينهما في النكاح ، وما ثبت من المساواة في بعض الأحكام كالدية ونحوها فلدلالة تخصه.
قوله تعالى
(لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) [ص : ٢٩]
قال الحاكم : اللام في ليتدبروا لام الإرادة ، أي يريد منهم التدبر.