قراءة حمزة ، ويعقوب : (فتثبتوا) بالثاء من التثبيت وهو التأني ، وقراءة الباقين (فتبينوا) بالتاء والنون من (التبين) والتعرف ، وقراءة ابن مسعود : (فتبينوا) وهو بمعنى التبين.
النزول
قال في الكشاف : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه ، وهو الذي ولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص ، فصلى بالناس الفجر أربعا وهو سكران ، ثم قال : أزيدكم؟ فعزله عثمان ، وكان بعثه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مصدقا إلى بني المصطلق وكان بينه وبينهم أحنة فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتلين فرجع ، وقال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد ارتدوا ومنعوا الزكاة ، فغضب رسول الله وهم بغزوهم فوردوا فقالوا : نعوذ بالله من غضبه ، وغضب رسوله ، فاتهمهم وقال : «لتنتهنّ أو لأبعثنّ عليكم رجلا هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلكم ، ويسبي ذراريكم ، ثم ضرب بيده على كتف علي ـ رضي الله عنه ـ».
وقيل : بعث إليهم خالد بن الوليد فوجدهم منادين بالصلاة متهجدين فسلموا إليه الصدقات فرجع ، وقوله عليهالسلام : «ويسبي ذراريكم» فيه دلالة على أن أولاد المرتدين يسبون كما ذكره محمد بن عبد الله ، وهو قول أبي حنيفة وأحد قولي الشافعي ، وأحد احتمالي أبي طالب.
والاحتمال الثاني لأبي طالب ، وأحد قولي الشافعي : لا يسبون كما لا يسبى الأب ، وكما لو علقت به في دار الإسلام ، واحتج من جوز سبيه بأن الصحابة حكمت في المرتدين بحكم أهل الحرب في قتالهم ، لكن المرتدة لا تسبى عندنا ، وقال أبو حنيفة : تسبى.
__________________
(١) بياض في الأصول قدر نصف سطر تمت.