ومنها : أن جعل التمثيل بأكل لحمه ميتا.
وقوله تعالى : (فَكَرِهْتُمُوهُ) أي كما كرهت ذلك فأكره غيبة أخيك ، وهي هي ، وقد أفرد للغيبة أبواب ، وذكر للحامل عليها أسباب.
قيل : لما أمر الله تعالى في أول الآيات بالتواصل وقطع الإحن نهى عن سبب التقاطع ، وذلك ما ذكر من المنهيات ، ثم عقب تعالى ذلك بأن التفاخر بالأنساب خطأ ، فقال تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) قيل : أراد من آدم وحواء ، وقيل : من ماء الرجل والمرأة ، وإنما جعلناكم شعوبا وقبائل لأجل التعارف ، والشعوب من الشّعب وهي الكثرة ، والقبيلة بعده.
وقيل : القبائل من العرب ، والشعوب في العجم.
ولذلك ثمرات : منها : تحريم التفاخر بالأنساب.
ومنها : لزوم معرفة النسب ، وقد جاء في الحديث ما معناه (احفظوا من أنسابكم ما تواصلون به).
ومنها تعظيم التقي من غير نظر إلى نسبه ، والقراءة الظاهرة (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ) بكسر إن.
قال جار الله : وقرئ بالفتح يعني : ويكون تعليلا لعدم التفاخر بالنسب ؛ لأن الأكرم عند الله هو الأتقى.
وفي الحديث : مر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سوق المدينة فرأى غلاما أسود يقول : من اشتراني فعلى شرط ، لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاشتراه رجل فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يراه عند كل صلاة ففقده يوما فسأل عنه صاحبه فقال : محموم ، فعاده ثم سأل عنه بعد أيام فقال : هو لما به ، فجاءه وهو في ذمائه فمات فتولى غسله ودفنه فدخل على المهاجرين والأنصار أمر عظيم فنزلت الآية ، قوله : لما به أي متهيئ