قوله تعالى
(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا) [الحشر : ٨ ، ١٠]
المعنى في ذكر الفقراء
المهاجرين بعد ذكر المصارف الستة : أنه تعالى أراد أن يبين أنه جعله لمصارف مخصوصة ، وأن لا يكون دولة بين الأغنياء.
قال في الشرح : إن عمر لما فتح السواد استشار الصحابة في أمرها فأشار عليّ عليهالسلام ، وعبد الرحمن بن عوف أن لا يقسمها ، ويقرها في أيدي أهلها ، وطلب الزبير ، وعمار ، وبلال القسمة فحاجهم على ذلك فقال : وجدت أنه يفصل بيني وبينكم ، قال الله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) إلى قوله : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) ثم قال : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ) وقال : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعني : الأنصار ، ثم قال : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) فأثبت فيها حقا لهؤلاء ، فلو قسمتها بينكم لصارت دولة بين الأغنياء منكم ، وجاء آخر الناس ولا شيء لهم ، فيجب أن نثبت لهم فيها حقا يستوي فيه أول الأمة وآخرهم.
وقال الزمخشري : قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ) بدل من قوله تعالى :