قيل : واستغفاره مما صدر منه من الصغائر ، وقيل : لأن الاستغفار من التواضع وهضم النفس ، فهو عبادة في نفسه.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني لأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة» وإنما كان دخول الناس في الدين منّة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لسروره بذلك ، وبلوغه مقصده في تمام مراده ، ولأن ثوابه يكثر بكثرة أتباعه ، ولأنه يباهي يوم القيامة بكثرة أمته ، وقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يكثر قبل موته أن يقول : «سبحانك اللهم وبحمدك ، استغفرك وأتوب إليك» والمراد بالفتح فتح مكة على ما هو الظاهر ، وقيل : المدائن وهو خفي.
ونزول الآية عدة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنصر ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم صالح قريشا عشر سنين يوم الحديبية ، ودخل خزاعة في حلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودخل بنو بكر في حلف قريش ، وكان بينهما شر في الجاهلية ، فوقع بين بني بكر وبني خزاعة قتال فأعان قريش بني بكر سرا ، وأصابوا منهم ، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يستنصره ، وأنشد أبياتا فيها :
إن قريشا أخلفوك الموعدا |
|
ونقضوا ميثاقك المؤكدا |
وقتلونا ركعا وسجدا |
|
فانصر هداك الله نصر أعتدا |
وادع عباد الله يأتوا مددا |
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «اللهم عم العيون والأخبار» وفتح مكة عنوة.
قال الحاكم : وذلك إجماع أهل السير ، والفقهاء ، غير الشافعي فقال : فتحت صلحا ، ولما دخل صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يا أهل مكة ما تروني فاعل بكم ، قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء» فأعتقهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد كانوا له فيئا ، ولعل ذلك في النساء والصغار ؛ لأن البالغين من الذكور من كفار العرب الذين لا كتاب لهم لا يسبون ،