قوله تعالى :
(وَأَلَنَّا لَهُ) أن (الْحَدِيدَ اعْمَلْ سابِغاتٍ)
قيل : كان في يده كالعجين والشمع ، وكان يبيع الدرع بأربعة ألف فينفق منها على نفسه وعياله ، ويتصدق على الفقراء.
وقيل : كان يخرج حين ملك بني إسرائيل متنكرا فيسأل عن نفسه ويقول لهم : ما تقولون في داود؟ فيثنون عليه ، فقيض له ملك في صورة آدمي فسأله على عادته فقال : نعم الرجل لو لا خصلة فيه ، فريع داود فسأله فقال : لو لا أنه يطعم عياله من بيت المال ، فسأل عند ذلك ربه أن يسبب له ما يستغني به عن بيت المال ، فعلمه صنعة الدروع ، وفي ذلك دليل على استحباب أن يأكل الإنسان من كسبه.
قوله تعالى
(يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ) [سبأ : ١٣]
المحاريب : المساكن والمجالس الشريفة ، وقيل : المساجد.
وأما التماثيل فقيل : هي صورة الملائكة ، والنبيين ، والصالحين ، كانت تعمل في المساجد من نحاس ، وصفر وزجاج ليراها الناس فيتعبدوا نحو عبادتهم ، وكان ذلك جائز في شريعتهم.
وروي أنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه ، ونسرين فوقه ، فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان ذراعيهما ، وإذا قعد أظله النسران بأجنحتهما ، وكان هذا معجزة له ، ذكره أبو علي.
وروي أنه أراد بخت نصر صعود الكرسي فضرب الأسد ساقه فخر مغشيا عليه ، وما صعده بعده أحد ، وكان عيسى صلّى الله عليه يصور كهيئة الطير.