مع أن الغريق والحريق ومن أكله السباع والحوت ليس في القبر إما باعتبار الأعم الأغلب ، وإما لأن الجميع مآلهم (١) إلى الأرض فهي قبورهم.
(وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) أي ظهر ما كان حاصلا في الصدور والتحصيل متعلق بالأقوال والأفعال لكن لما كانت الأعمال كلها من طاعة وعصيان إلا بنية ، لحديث : " إنما الأعمال بالنيات" (٢) أسند التحصيل إليها لأنها رأس كل عمل.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).
قال : المراد أنه عليم علم المجازات وكذلك قيده ب (يَوْمَئِذٍ) وإلا فهو عليم بهم مطلقا ، فإن قلت : هلا قيل : إن ربك ، فإن الآية وعد لنا ووعيد [٤١٦ و] لهم ، ولفظ الربوبية يقتضي الحنان والشفقة ، فالجواب : إذا غلب مقام البشارة (٣) ، وإذا كان خبيرا بهم خبر المجازات مع استحضار مقام التربية والحنان فأحرى مع عدم ذلك.
__________________
(١) أي : مرجعهم. القاموس المحيط مادة : (أول) ، لسان العرب (أول).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ١ / ٣ (١) ، وابن حبان في صحيحه ٢ / ١١٣ (٣٨٨) ، والبيهقي في سننه الكبرى ١ / ٤١ (١٨١) ، وأبو داود في سننه ٢ / ٢٦٢ (٢٢٠١) ، وابن ماجة في سننه ٢ / ١٤١٣ (٤٢٢٧) ، والطيالسي في مسنده ١ / ٩ (٣٧).
(٣) هي : البشرى. القاموس المحيط مادة : (ب ش ر) ، لسان العرب (ب ش ر).