قوله تعالى : (بَلْ لا يُؤْمِنُونَ).
عام مخصوص ، لأن منهم من آمن ، وإن أريد به من حضر في دار الندوة ، فهو باق على عمومه.
قوله تعالى : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ).
في فصاحته وإعجازه ، قال شيخنا رأيت للمعري تواليفا وأشعارا في غاية الفصاحة ، ورأيت له تأليفا في معارضة القرآن في غاية السقوط والغثاثة ، ويكاد ألا يكون من قوله ، عارض فيه السور التي في المفصل ومن نظر فعارضت سورة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [سورة الكافرون : ١] ، (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [سورة الكوثر : ١] ، يستهزئ ، وهذه ضحلة ، وذكر إمام الحرمين في الإرشاد معارضة القرآن ، وعد منها سورا ، ونقل في المعارضة كلاما يكاد أن لا يقوله ناقل.
وقال المازري في كتاب الفضائل من العلم : في حديث أنس جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أربعة كلهم من الأنصار ، معاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، لا يتوهم من لفظ الحديث شبهة للملاحدة المنكرين لتواتر القرآن ، وقد اعتمد عليه بعض المتنصرة ، وصنف تصنيفا في كثير من الآيات والأحاديث زعم تناقضها.
وحكي أن المازري : كان يوما بمجلس تدريس وبه طاقة يدخل شعاع الشمس ، فإذ شيء في تلك منع منها دخول الشعاع ، فرفع المازري رأسه فإذا هو سفر فنظره ، فوجده الكتاب المسمى بالواضح ، الذي أشار إليه في المعلم ، فسأل عنه ، فقيل : إنه كان ينصر بعض من كان يقرأ العلم ، ووضع هذا الكتاب ، فشوش على الناس ، فأراد المازري أن يضع عليه رداء وتوقف عن ذلك لأن نصرانيا كان يتقرب من أمير بلده ، وهو المعري ، فخاف على نفسه منه ، لأنه لم يرد ذلك ثم بعد ذلك أمره الأمير يحيى بن المعز ، أن يضع عليه تأليفا ، وقال : أنا أضمن لك ردك الأمير ففعل ، وسماه زجر النابح في الرد على الكتاب المترجم بالواضح ، وإنما قال المترجم : تبرأ من الإخبار بوضوحه ، كذا نص عليه ، وللشيخ أبي إسحاق بن عبد الرفيع رد على كتاب المنتصر المذكور فإنه لما [٧١ / ٣٤٨] رأى المازري أحال عليه في شرح التلقين في المعلم ، وصرح به في شرح الجوزقي تشوفت نفسه إلى الوقوف عليه قال : فما وجدت إليه سبيلا بإفريقية ، فأرسل إلى بلاد المشرق ، فبعث له بأصل المنتصر دون رد المازري ، فنص الشيخ إلى الجواب بأن يذكر الآيات المشكلة في الظاهر ، وتفسيره تفسيرا يدفع الاعتراض ، ولا يذكر لفظ المعترض تنزها منه ، وهذه طريقة شيخنا ابن