منفعة ، بل فيه المفسدة ، أي ما أخبركم عن الله لقصد مفسدة بل لقصد المنفعة والهداية ، وفرق السهيلي بين صاحب وذو بأن صاحب ، إنما يضاف إلى ما هو أشرف منه فتقول : أبو هريرة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ولا تقول النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم صاحب أبو هريرة وذو إنما تضاف إلى ما هو أشرف منه ، قال تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) [سورة الأنبياء : ٨٧] ، وقال (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) [سورة القلم : ٤٨] ، وهذه الآية ترد عليه في ذكر صاحبكم ، أيما للعلة أي هو بين أظهركم وربي ببلدكم وفي صحبتكم فإنكم عالمون به ، وما جربتم عليه لذبا قط.
قوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ).
غير بلفظ المستقبل وما قبله بالمعنى ، فالجواب : أنه إن كان المراد لزوم الشيء أو جعله كالثابت اللازم ، أو المحقق الوقوع أتى به ماضيا ، أو بلفظ وما يراد به التصوير ، والتحديد يؤتي به مضارعا إشارة إلى ثبوت الضلال وتحققه وتجدد النطق به مرة بعد مرة ، لأن نفي الضلال ضده ثبوت الهداية ، وهي لازمة مطلقا بخلاف النطق ، فإنه تارة ينطق ، وتارة سكت.
قوله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ).
قيل : يدل على أنه عليه الصلاة والسّلام ، غير مجتهد ، أجيب : بوجهين :
الأول : الضمير عائد على القرآن ، وهو منحصر في الوحي لا اجتهاد فيه.
والثاني : سلمنا عوده على جميع ما يأتي به من قرآن وغيره ، لكان عمله باجتهاده مستندا إلى الوحي ، لأنه أوحي إليه الإذن في العمل باجتهاد.
قوله تعالى : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى).
إن قلت : هلا قيل : علمه العليم فهو أنسب من شديد القوى ، لأن الكلام في العلم لا في القوة ، قلت : هو إشارة إلى أنه كلام معجز.
قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ).
تأسيس لأن الوصف به ويفيد المبالغة والكثرة ، حسبما ذكر عياض في الإكمال في حديث الوصية في قول سعد بن أبي وقاص : " وأنا ذوا مال" فأفاد شديد القوى المبالغة في ذوات القوة ، وأفاد ذو مرة المبالغة في عددها وكثرة آحادها.
قوله تعالى : (فَاسْتَوى).