الوسوسة وإن كثرت فقال لا شيء فيها تقول لا إله إلّا الله.
(ومنها) ما رواه جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليهالسلام قالت قلت له يقع في قلبي أمر عظيم فقال قل لا إله إلّا الله قال جميل فكلما وقع في قلبي شيء قلت لا إله إلّا الله عني.
(ومنها) ما رواه ابن أبي عمير عن محمد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال يا رسول الله هلكت فقال هل أتاك الخبيث فقال لك من خلقك فقلت الله تعالى فقال لك الله من خلقه فقال أي والّذي بعثك لكان كذا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك والله محض الإيمان قال ابن أبي عمير فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال حدثني أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما عني بقوله هذا والله محض الإيمان خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض ذلك في قلبه إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة فراجع الباب المذكور.
(بقي الكلام) في معنى الآية الشريفة ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ... إلخ.
(فنقول) اما قوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فيظهر من الطبرسي أن فيه وجوهاً.
(أحدها) ان المراد بنسينا تركنا كقوله تعالى نسوا الله فنسيهم أي تركوا طاعته فتركهم من ثوابه والمراد بأخطأنا أذنبنا لأن المعاصي توصف بالخطإ من حيث انها ضد للصواب وإن كان فاعلها متعمداً.
(ثانيها) ان معنى قوله إن نسينا إن تعرضنا لأسباب يقع عندها النسيان عن الأمر والغفلة عن الواجب أو أخطأنا أي تعرضنا لأسباب يقع عندها الخطأ ويحسن الدعاء بذلك كما يحسن الاعتذار منه.