٤١٠ / ٦ ـ وعنه ، قال : حدّثني أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمّد الإصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، قال : حدّثنا فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن الحجّ الأكبر؟ فقال : «عندك فيه شيء؟» فقلت : نعم ، كان ابن عبّاس يقول : الحجّ الأكبر يوم عرفة ؛ يعني أنّه من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الشّمس (١) من يوم النّحر فقد أدرك الحجّ ، ومن فاته ذلك فاته الحجّ ، فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها ، والدليل على ذلك أنّه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحجّ وأجزأ عنه من عرفة.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الحجّ الأكبر يوم النحر ، واحتجّ بقول الله عزوجل : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) فهي عشرون من ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشر من شهر ربيع الآخر. ولو كان الحجّ الأكبر يوم عرفة لكان السّيح أربعة أشهر ويوما ، واحتجّ بقوله عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) و [قال :] كنت أنا الأذان في الناس».
قلت : فما معنى هذه اللفظة : الحجّ الأكبر؟ فقال : «إنّما سمّي الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون ، ولم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة» (٢).
٤١١ / ٧ ـ وعنه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمهالله ، قال : حدّثنا عبد العزيز يحيى بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن
__________________
(١) في المصدر : الفجر.
(٢) معاني الأخبار : ٢٩٦ / ٥.