قال الله] عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) نعرف عدوّنا من وليّنا» (١).
٥٦٣ / ١٤ ـ ابن بابويه ، قال : حدّثنا تميم بن عبد الله القرشي رضى الله عنه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم (٢) ، قال : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة ، فسأله بعضهم ، فقال له : يابن رسول الله ، بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال : «بالنصّ والدليل».
قال له : فدلالة الإمام فيما هي؟ قال : «في العلم ، واستجابة الدعوة».
قال : فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال : «ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
قال : فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال عليهالسلام له : «أما بلغك قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله؟». قال : بلى. قال : «فما من مؤمن إلّا وله فراسة ، ينظر بنور الله على قدر إيمانه ، ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع الله لأئمّة منّا ما فرقه في جميع المؤمنين ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) فأوّل المتوسّمين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ أمير المؤمنين عليهالسلام من بعده ، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين عليهمالسلام إلى يوم
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٥٨ / ١٥.
(٢) أبو محمّد الحسن بن الجهم الشيباني. من أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام ، قال بوثاقته أرباب التراجم ، وحكي عن أبي غالب قوله : كان ـ المترجم ـ من خواصّ سيّدنا أبي الحسن الرضا عليهالسلام.
روى عن أبي الحسن وأبي الحسن الرضا عليهماالسلام ، وعن أبي عليّ وابن بكير وحمّاد بن عثمان وغيرهم. وروى عنه ابن فضّال وعليّ بن أسباط والبرقي وغيرهم. له كتاب.
رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩ ؛ رجال الطوسي : ٣٤٧ / ١٠ ؛ فهرست الشيخ : ٤٧ / ١٥٢ ؛ الخلاصة : ٤٣ / ٣٠ ؛ معجم رجال الحديث ٤ : ٢٩٤ / ٢٧٥١.