فقال : يا داود ، نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل ، ونحن الزكاة ، ونحن الصيام ، ونحن الحج ، ونحن الشهر الحرام ، ونحن البلد الحرام ، ونحن كعبة الله ، ونحن قبلة ، ونحن وجه الله ، قال الله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(١) ونحن الآيات ، ونحن البينات ، وعدونا في كتاب الله عزوجل : الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، والخمر ، والميسر ، والأنصاب ، والأزلام والأصنام ، والأوثان ، والجبت ، والطاغوت ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير.
يا داود ، إن الله خلقنا فأكرم خلقنا ، وفضلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض ، وجعل لنا أضدادا وأعداء ، فسمانا في كتابه ، وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه تكنية عن العدو ، وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم ، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين» (٢).
قلت : فقد ذكرنا في باب من أبواب مقدمة كتاب البرهان ما يفسر معنى الكناية عنهم عليهمالسلام بالصلاة والزكاة وغير ذلك بتفسير عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام من أراد وقف عليه من هناك.
قلت : والشيخ شرف الدين في الكتاب المذكور حمل الصوامع والبيع والمساجد على ظاهرها وذكرنا كلامه بتفصيله في كتاب البرهان والله أعلم وإليه المرجع في معنى كلامه سبحانه.
الإسم الخامس والثلاثون وأربعمأة : إنه القصر المشيد ، في قوله تعالى : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(٣).
__________________
(١) البقرة ٢ : ١١٥.
(٢) تأويل الآيات ١ : ١٩ / ٢.
(٣) الحج ٢٢ : ٤٥.