من حيث لا يعلمون ، إنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الرّدى ، ووصل الله طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وطاعة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله ، والإقرار بما انزل من عند الله عزوجل ، خذوا زينتكم عند كل مسجد ، والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، فإنّه أخبركم أنّهم : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ).
إنّ الله قد استخلص الرسل لأمره ، ثمّ استخلصهم مصدّقين بذلك في نذره ، فقال : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)(١) تاه من جهل ، واهتدى من أبصر وعقل ، إنّ الله عزوجل يقول : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٢) ، وكيف يهتدي من لم يبصر وكيف يبصر. من لم يتدبّر؟
اتّبعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته ، وأقرّوا بما أنزل الله عزوجل ، واتّبعوا آثار الهدى ، فإنّهم علامات الأمانة والتقى ، واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليهالسلام وأقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن ، إقتصّوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا من وراء الحجب الآثار (٣) ، تستكملوا أمر دينكم ، وتؤمنوا بالله ربّكم» (٤).
٧٧٤ / ١٣ ـ [وعنه :] عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : كنت جالسا في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ أقبل رجل فسلّم ، فقال : من أنت ، يا عبد الله؟ فقلت : رجل
__________________
(١) فاطر ٣٥ : ٢٤.
(٢) الحج ٢٢ : ٤٦.
(٣) كأنّه أراد به : إن لم يتيسّر لكم الوصول إلى الإمام ، فالتمسوا آثاره ، الوافي ٢ : ٨٥.
(٤) الكافي ١ : ١٨١ / ٦.