قال : فجاء عثمان إلى عليّ عليهالسلام ، فقال له : لا أجيز البيع ، فقال له : «بعت ورضيت ، وليس ذلك لك» ، قال : فاجعل بيني وبينك رجلا ، قال عليّ عليهالسلام : «النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم» فقال عثمان : هو ابن عمّك ، ولكن اجعل بيني وبينك رجلا غيره ، فقال عليّ عليهالسلام : «لا أحاكمك إلى غير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والنبيّ شاهد علينا!» فأبى ذلك ، فأنزل الله هذه الآيات ، إلى قوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
٧٧٧ / ١٦ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المهدي (٢) ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) إلى قوله تعالى : (مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ).
قال : «إنّها نزلت في رجل اشترى من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أرضا ، ثمّ ندم ، وندّمه أصحابه ، فقال لعليّ عليهالسلام لا حاجة لي فيها. فقال له : قد اشتريت ورضيت ، فانطلق أخاصمك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال له أصحابه : لا تخاصمه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال : انطلق أخاصمك إلى أبي بكر ، وعمر ، أيّهما شئت ، كان بيني وبينك. قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : لا والله ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيني وبينك ، فلا أرضى بغيره. فأنزل الله عزوجل هذه الآيات : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا) إلى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»)(٣).
٧٧٨ / ١٧ ـ ومن طريق المخالفين : ما ذكره في تفسير هذه الآية ، قال : نزلت في عثمان بن عفّان ، لمّا فتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني النّضير ، فقسم أموالهم ، قال عثمان لعليّ عليهالسلام : ائت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاسأله أرض كذا وكذا ، فإن أعطاها فأنا شريكك
__________________
(١) تأويل الآيات ١ : ٣٦٧ / ١٨.
(٢) في النسخة : المحمّدي.
(٣) تأويل الآيات ١ : ٣٦٧ / ١٩.