فيها ، وآتيه فأسأله إيّاها ، فإن أعطانيها فأنت شريكي فيها. فسأله عثمان أوّلا ، فأعطاه إيّاها ، فقال له عليّ عليهالسلام : «أشركني» فأبى عثمان الشركة ، فقال : «بيني وبينك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأبى أن يخاصمه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقيل له : لم لا تنطلق معه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال : هو ابن عمّه ، وأخاف أن يقضي له. فنزل قوله تعالى : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ* وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فلمّا بلغ عثمان ما أنزل الله فيه ، أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأقرّ لعليّ عليهالسلام بالحقّ ، وشركه في الأرض (١).
٧٧٩ / ١٨ ـ وعن ابن عبّاس (٢) : أنّها نزلت في عليّ عليهالسلام ، ورجل من قريش
__________________
(١) الطرائف : ٤٩٣.
(٢) عبد الله بن عبّاس القرشي المدني المشهور بحبر الأمّة ؛ لسعة علمه. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ، وكان جميلا أبيض اللون وسيما صبيح الوجه فصيح اللسان ، صحب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعا له النبيّ بالفقه في الدين والعلم بالتأويل ، ومن بعده صحب الإمام عليّ عليهالسلام ، وكان من ثقاته وأصفيائه وممّن تتلمذ عليه ، وشهد معه مشاهده كلّها ، ثم اعتمده الإمام في ولاية البصرة بعد حرب الجمل ، ورشحه لتمثيله في التحكيم بعد صفّين ومناظرة الخوارج في النهروان.
اشتهر ابن عبّاس بالتفسير والفقه وأخبار العرب وأشعارهم مضافا إلى قوّة العارضة في الجواب وإيراد الحجج ، وكانت له مواقف ومناظرات مشهورة مع الأمويّين حتى تناقلتها الألسن ممّا دفع بالأمويّين إلى اختلاق تهمة سرقة بيت مال البصرة وإلصاقها به للنيل منه وتضعيف منزلته ، مع أنّ الثابت لدى المحققين افتعال تلك التهمة ، ابتلي في آخر عمره بالعمى.
روى عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعن الإمام عليّ عليهالسلام ، روى عنه عبد الله بن جعفر وعطاء وسعيد بن جبير وغيرهم. توفّي سنة ٦٨ ه ، وقيل : غير ذلك.
رجال الطوسي : ٢٢ / ٦ و ٤٦ / ٣ و ٧٧ / ١٥ ؛ الخلاصة : ١٠٣ / ١ ؛ وفيات الأعيان ٣ : ٦٢ / ٣٣٨ ؛ اسد الغابة ٣ : ١٩٢ ؛ سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٣١ / ٥١ ؛ معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٢٩ / ٦٩٤٣.