يقدمهما ، ولباسه من ذهب ، وبيده سيف من ذهب ، وكان فرعون يحبّ الذّهب ، فقال لفرعون : أجب هذين الرجلين ، وإلّا قتلتك. فانزعج فرعون لذلك ، وقال : هذا إليّ غدا. فلمّا خرجا ، دعا البوّابين وعاقبهم ، وقال : كيف دخل عليّ هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزّة فرعون أنّه ما دخل إلّا هذان الرجلان. وكان الفارس مثال عليّ عليهالسلام ، هذا الذي أيّد الله به النبيّين سرّا ، وأيّد به محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم جهرا ، لأنّه كلمة الله الكبرى التي أظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور ، فينصرهم بها ، وبتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم وينجّيهم ، وإليه الاشارة بقوله : (وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا).
قال ابن عبّاس : كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس (١).
٨٥٦ / ١٠ ـ وقال البرسي أيضا : روى أصحاب التواريخ : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا وعنده جنّي يسأله عن قضايا مشكلة ، فلما أقبل (٢) أمير المؤمنين عليهالسلام فتصاغر الجنّي حتّى صار كالعصفور ، ثمّ قال : أجرني ، يا رسول الله. فقال : «ممّن؟» فقال : من هذا الشابّ المقبل. فقال «وما ذاك؟» فقال الجنّي : أتيت سفينة نوح لاغرقها يوم الطوفان ، فلمّا تناولتها ضربني هذا فقطع يدي ، ثمّ أخرج يده مقطوعة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هو ذاك» (٣).
٨٥٧ / ١١ ـ ثمّ قال البرسيّ : ومن ذلك الإسناد : أنّ جنّيا كان جالسا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ، فاستغاث الجنّي ، وقال : أجرني ـ يا رسول الله ـ من هذا الشابّ المقبل. قال : «وما فعل بك؟» قال : تمرّدت على
__________________
(١) مشارق أنوار اليقين : ١٤٩. وفيه زيادة : والسلطان.
(٢) في المصدر : فأقبل.
(٣) مشارق أنوار اليقين : ١٥٦.