إلى السّماء فسح لي في بصري غلوة ، كمثال ما يرى الراكب خرق الإبرة من مسيرة يوم ، وعهد إليّ في عليّ كلمات ، فقال : يا محمّد ، قلت : لبّيك ربّي ، فقال : إنّ عليّا أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهي الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، فكانوا أحقّ بها وأهلها فبشّره بذلك». قال : «فبشّره النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فقال عليّ : يا رسول الله ، فإنّي أذكر هناك؟ فقال : نعم ، إنّك لتذكر في الرفيع الأعلى» (١).
١١٩٥ / ٧ ـ محمّد بن العبّاس : عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن هارون ، عن محمّد بن مالك ، عن محمّد بن فضيل ، عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهمالسلام ، قال : «قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء ، ثمّ إلى سدرة المنتهى ، أوقفت بين يدي الله عزوجل ، فقال لي : يا محمّد. فقلت : لبّيك [يا ربّ] وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي ، فأيّهم وجدت أطوع لك؟ قلت : ربّ عليّا. قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : لا ، فاختر لي ، فإنّ خيرتك خير لي ، قال : قد اخترت لك عليّا ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّا ، وقد نحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّا ، لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده.
يا محمّد ، عليّ راية الهدى ، وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين. من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك ، يا محمّد. قال : فبشّرته بذلك ، فقال عليّ عليهالسلام : أنا عبد الله ، وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني ، وإن يتمّ لي ما وعدني فالله أولى بي.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم اجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان بك. قال الله
__________________
(١) الإختصاص : ٥٣.