فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس ، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقام إليه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبّل بين عينيه ، وأجلسه إلى جنبه حتّى مسّت ركبتاه ركبتيه ، ثمّ قال : «يا عليّ ، قم للشمس فكلّمها ، فإنّها تكلّمك».
فقام أهل المسجد ، وقالوا : أترى عين الشمس تكلّم عليّا؟ وقال بعض : لا يزال يرفع خسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه ؛ إذ خرج عليّ عليهالسلام فقال للشمس : «كيف أصبحت ، يا خلق الله؟» فقالت : بخير يا أخا رسول الله ، يا أوّل يا آخر ، يا ظاهر يا باطن ، يا من هو بكلّ شيء عليم.
فرجع عليّ عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم [فتبسّم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم] فقال : «يا عليّ ، تخبرني أو أخبرك؟» فقال : «منك أحسن ، يا رسول الله». فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا قولها لك : يا أوّل ، فأنت أوّل من آمن بالله ، وقولها : يا آخر ، فأنت آخر من تعاينني على مغسلي ، وقولها : يا ظاهر ، فأنت أوّل من يظهر على مخزون سرّي ، وقولها : يا باطن ، فأنت المستبطن لعلمي ، وأما العليم بكلّ شيء ، فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلّا وأنت به عليم ، ولو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ، لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا التّراب من تحت قدميك يستشفون به».
قال جابر : فلمّا فرغ عمّار من حديثه ، أقبل سلمان ، فقال عمّار : وهذا سلمان كان معنا ، فحدّثني به سلمان كما حدّثني عمّار (١).
١٢٨٣ / ٢ ـ عنه : عن عبد العزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريّا ، عن عليّ بن الحكم (٢) ، عن الربيع بن عبد الله ، عن عبد الله بن حسن ، عن أبي جعفر محمّد بن
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٥٤ / ١.
(٢) في المصدر : حكيم.