يا رسول الله ، خرجت من عندك فلقيني المقداد بن الأسود ، فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما إنّ جبرئيل عليهالسلام قد أنبأني بذلك ، وقد أنزل الله فيك كتابا : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)» (١).
١٣١٨ / ٧ ـ عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «أوتي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمال وحلل ، وأصحابه حوله جلوس ، فقسمه عليهم حتّى لم يبق منه حلّة ولا دينار ، فلمّا فرغ منه جاء رجل من فقراء المهاجرين وكان غائبا ، فلمّا رآه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أيّكم يعطي هذا نصيبه ويؤثره على نفسه؟ فسمعه عليّ عليهالسلام فقال : نصيبي. فأعطاه إيّاه. فأخذه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعطاه الرجل ، ثم قال : يا عليّ ، إنّ الله جعلك سبّاقا للخير (٢) ، سخاء بنفسك عن المال ، أنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، والظلمة هم الذين يحسدونك ويبغون عليك ويمنعونك حقّك بعدي» (٣).
١٣١٩ / ٨ ـ [وعنه :] بهذا الإسناد ، عن القاسم بن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا ذات يوم وأصحابه جلوس حوله ، فجاء عليّ عليهالسلام وعليه سمل ثوب متخرّق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنظر إليه ساعة ثمّ قرأ : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٩ / ٥.
(٢) في المصدر : للخيرات.
(٣) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٩ / ٦.