فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لهذا الرجل الليلة»؟ فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : «أنا له يا رسول الله» فأتى فاطمة عليهاالسلام فقال له : «ما عندك يا ابنة رسول الله؟» فقالت : «ما عندنا إلّا قوت الصبية ، لكنّا نؤثر ضيفنا».
فقال عليّ عليهالسلام : «يا ابنة محمّد ، نومي الصبية ، وأطفئي المصباح» فلمّا أصبح عليّ عليهالسلام غدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
ورواه محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل العطّار ، عن أحمد بن عمرو الدهقان ، عن محمّد بن كثير ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : إن رجلا جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجوع ، وساق الحديث بعينه (٢).
١٣١٧ / ٦ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن كليب بن معاوية الأسدي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، [في قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)] ، قال : «بينا عليّ عليهالسلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له : يا عليّ ، اذهب إلى أبي فابغنا منه شيئا. فقال : نعم ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعطاه دينارا ، وقال : يا عليّ اذهب فابتع به لأهلك طعاما.
فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود رحمهالله وقاما ما شاء الله أن يقوما وذكر له حاجته ، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد ، فوضع رأسه فنام ، فانتظره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يأت ، ثمّ انتظره فلم بأت ، فخرج يدور في المسجد ، فإذا هو بعليّ عليهالسلام نائما في المسجد فحرّكه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقعد. فقال له : يا عليّ ، ما صنعت؟ فقال :
__________________
(١) أمالي الطوسي : ١٨٥ / ١١.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٦٧٨ / ٤.