٥٩ / ٤٠ ـ محمّد بن عليّ بن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق (١) رضى الله عنه ، قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلويّ العبّاسي (٢) ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ الفزاريّ ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزّيّات ، قال : حدّثنا محمّد بن زياد الأزديّ ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصّادق جعفر بن محمّد عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) ما هذه الكلمات؟
قال : «هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، وهو أنّه قال : يا ربّ ، أسألك بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ؛ فتاب الله عليه إنّه هو التوّاب الرّحيم».
فقلت له : يابن رسول الله ، فما يعني بقوله : (فَأَتَمَّهُنَّ)؟
قال : «يعني أتمّهنّ إلى القائم عليهالسلام اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين عليهالسلام».
وساق الحديث إلى أن قال : وأشراط كلمات الإمام مأخوذة ممّا تحتاج إليه الأمّة من جهته مصالح الدنيا والآخرة.
وقول إبراهيم عليهالسلام : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) من : حرف تبعيض ، ليعلم أنّ من الذرّيّة من يستحقّ الإمامة ، ومنهم من لا يستحقّها ، هذا من جملة المسلمين ، وذلك أنّه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصحّ أنّ باب التبعيض وقع على خواصّ المؤمنين ، والخواصّ إنّما صاروا خواصّا بالبعد
__________________
(١) في المصدر : عليّ بن أحمد بن موسى ، وكلاهما من مشايخ الصدوق ، ولا يبعد اتحادهما ، انظر معجم رجال الحديث ١١ : ٢٥٤ و ٢٥٥.
(٢) هو حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العبّاس بن عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام أبو يعلى ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث.