أمير المؤمنين عليهالسلام» (١) وذكر مثل ما تقدّم (٢).
١٥٧٢ / ٦ ـ روى أبو عليّ الحسن بن مهدي (٣) بن جمهور القمّي (٤) ، قال : حدّثني الحسن بن عبد الرحيم التمّار ، قال : انصرفت من مجلس بعض الفقهاء ، فمررت على سلمان الشاذكوني ، فقال لي : من أين جئت؟ فقلت : جئت من مجلس فلان ـ يعني واضع كتاب (الواحدة) ـ فقال لي : ماذا قوله فيه؟ قلت : شيء من فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : والله لأحدّثنك بفضيلة حدّثني بها قرشيّ عن قرشيّ إلى أن بلغ ستّة نفر [منهم] ، ثمّ قال : رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب ، فضج أهل المدينة من ذلك ، فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعون لتسكن الأرض (٥) ، فما زالت تزيد إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة ، وعزم أهلها على الخروج عنها ، فعند ذلك قال عمر : عليّ بأبي الحسن عليّ بن أبي طالب. فحضر ، فقال : يا أبا الحسن ، ألا ترى إلى قبور البقيع ورجفتها حتّى تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة وقد همّ أهلها بالرّحلة عنها؟
فقال عليّ عليهالسلام : «عليّ بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم البدريّين» فاختار من المائة عشرة ، فجعلهم خلفه ، وجعل التسعين من ورائهم ، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلّا حضر حتّى لم يبق بالمدينة ثيب ولا عاتق (٦) إلّا خرجت ، ثمّ دعا بأبي ذرّ ومقداد وسلمان وعمّار ، فقال لهم : «كونوا بين يديّ»
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٨٣٦ / ٤.
(٢) تقدّم في الحديث (١) من هذه السورة.
(٣) في النسخة : محمّد.
(٤) في المصدر : العمّي.
(٥) في النسخة : الرجفة.
(٦) جارية عاتق : أي شابة أوّل ما أدركت فخدّرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج. «الصحاح ٤ : ١٥٢٠».