عليّ بن أبي طالب عليهالسلام».
قال : جعلت فداك ، فما المنكر؟ قال : «اللذان ظلماه حقّه ، وابتزاه أمره ، وحملا الناس على كتفه».
قال : ألا ما هو ترى الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ليس ذاك أمرا بالمعروف ، ولا نهيا عن المنكر إنّما ذاك خيرا قدّمه».
قال أبو حنيفة : أخبرني ـ جعلت فداك ـ عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) ، قال : «فما عندك يا أبا حنيفة؟» قال : الأمن في السّرب ، وصحّة البدن ، والقوت الحاضر. فقال : «يا أبا حنيفة ، لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتّى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولنّ وقوفك» قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : «النعيم نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضّلالة وبصّرهم بنا من العمى ، وعلّمهم بنا من الجهل».
قال : جعلت فداك ، فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟ قال : «لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه (١) الأيام ، ولو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم» (٢).
١٥٨٥ / ٩ ـ أبو عليّ الطبرسي ، قال : روي العيّاشي بإسناده ـ في حديث طويل ـ قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الآية ، فقال له : «ما النعيم عندك يا نعمان؟» قال : القوت من الطعام والماء البارد. فقال : «لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولنّ وقوفك بين يديه» ، قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : «نحن أهل البيت ، النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم
__________________
(١) أي تبليه.
(٢) تأويل الآيات ٢ : ٨٥٢ / ٨.