وبعد فلا غرو أن تنسب العامّة إلى الإمام الصادق أو أحد آبائه عليهمالسلام ما يخالف مذهب الأصحاب.
[٢ / ٦٧٣٤] أخرج البيهقي عن بسام الصيرفي قال : سمعت جعفر بن محمّد يقول : «من طلّق امرأته ثلاثا بجهالة أو علم فقد برئت منه» (١).
[٢ / ٦٧٣٥] وأخرج عن مسلمة بن جعفر الأحمسي قال : قلت لجعفر بن محمّد : إنّ قوما يزعمون أنّ من طلّق ثلاثا بجهالة ردّ إلى السنّة يجعلونها واحدة يروونها عنكم؟ قال : معاذ الله! ما هذا من قولنا ، من طلّق ثلاثا فهو كما قال! (٢)
[٢ / ٦٧٣٦] وأخرج ابن عديّ والبيهقي عن الأعمش قال : بأنّ بالكوفة شيخ يقول : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : «إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد ، فإنّه يردّ إلى واحدة». والناس عنقا واحدا إذ ذاك يأتونه ويسمعون منه. قال : فأتيته فقرعت عليه الباب ، فخرج إليّ شيخ فقلت له : كيف سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول فيمن طلّق امرأته ثلاثا في مجلس واحد؟ قال : سمعت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يقول : إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فإنّه يردّ إلى واحدة. قال : فقلت له : أنّى سمعت هذا من عليّ؟ قال : أخرج إليك كتابا ، فأخرج ، فإذا فيه : «بسم الله الرحمان الرحيم : هذا ما سمعت من عليّ بن أبي طالب يقول : إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فقد بانت منه ، ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره» قلت : ويحك هذا غير الّذي تقول! قال : الصحيح هو هذا ، ولكنّ هؤلاء أرادوني على ذلك (٣)!
[٢ / ٦٧٣٧] وأخرج الطبراني والبيهقي عن سويد بن غفلة قال : كانت عائشة الخثعميّة عند الحسن بن عليّ عليهالسلام فلمّا قتل عليّ عليهالسلام پقالت : لتهنك الخلافة! قال : يقتل عليّ وتظهرين الشماتة؟! اذهبي فأنت طالق ثلاثا. قال : فتلفّعت بثيابها (٤) وقعدت حتّى قضت عدّتها ، فبعث إليها ببقيّة بقيت لها من صداقها وعشرة آلاف صدقة. فلمّا جاءها الرسول قالت : متاع قليل من حبيب مفارق!
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٦٩ ؛ البيهقي ٧ : ٣٤٠ / ١٤٧٦٧.
(٢) الدرّ ١ : ٦٦٩ ؛ البيهقي ٧ : ٣٤٠ / ١٤٧٦٦.
(٣) الدرّ ١ : ٦٦٩ ؛ الكامل ١ : ١٤١ ؛ البيهقي ٧ : ٣٣٩ ـ ٣٤٠ / ١٤٧٦٥.
(٤) في تفسير القرطبي : «بساجها» (والساج : الطيلسان الضخم الغليظ) وفي بعض النسخ : «بجلبابها».