قال : وخصّ بعضهم به إمالة العنق.
قال : وصور صورا : مال. قال الشاعر :
الله يعلم أنّا في تلفّتنا |
|
يوم الفراق إلى أحبابنا صور (١) |
وصار وجهه يصوره : أقبل به.
قال : وفي التنزيل : (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) ـ على قراءة عليّ وابن عبّاس وأكثر الناس ـ أي وجّههنّ. وهكذا على قراءة «فصرهنّ» ، لأنّ صرت وصرت لغتان.
قال اللحياني : قال بعضهم : معنى صرهنّ : وجّههنّ ، ومعنى صرهنّ : قطّعهنّ وشقّقهنّ! والمعروف أنّهما لغتان بمعنى واحد (٢).
وقال الزمخشري (ت : ٥٢٨) : في عنقه صور : ميل وعوج (٣). ومنه حديث مجاهد : أنّه نهى عن أن تصور شجرة مثمرة. أي تميلها ، لأنّها تصفرّ بذلك ويقلّ ثمرها. وكذا قول ابن عمر : إنّي لأدني الحائض ومابي إليها صورة. قال الزمخشري : هي المرّة من الصّور وهو العطف. أي مابي شهوة تصورني إليها (٤).
[٢ / ٧٥٧٥] قال الثعلبي : وعن ابن عبّاس فيه روايتان : «فصرّهنّ» (مفتوحة الصّاد ، مشدّدة الراء مكسورة) من التصرية وهي الجمع ، ومنه المصرّاة (٥).
والثانية : «فصرّهنّ» (بضمّ الصاد وفتح الراء وتشديدها) من الصّرّة وهي في معنى الجمع والشدّ أيضا (٦).
__________________
(١) صور جمع أصور ، نحو حمر وأحمر. أي راغبون مائلون.
(٢) المحكم لابن سيده ٨ : ٣٧٠ ـ ٣٧١.
(٣) أساس البلاغة ٢ : ٣١.
(٤) الفائق في اللغة ٢ : ٣٢١.
(٥) صرّى الشّاة تصرية : لم يحلبها حتّى يمتلئ ضرعها لبنا. والمصرّاة : الشاة أو الناقة المحفّلة : أي الّتي ترك حلبها أيّاما ليجتمع اللبن في ضرعها.
(٦) الثعلبي ٢ : ٢٥٦ ؛ أبو الفتوح ٤ : ٣٦.