٢١ ـ (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٢١))
[النساء : ٢١]
إفضاء البعض إلى بعض تعرف أصحاب الأسماء الأسماء نفسها ومظاهرها ففي هذا التعرف مداخلة ، ومصاحبة ، وقد يكون دفعا ومجاهدة ، وكلاهما واحد ، وإلى هذا الواحد أشارت الآية قائلة : (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) فالنون نون النسوة ، والنسوة للأسماء القابلة ، والميثاق هو الواحدة الجامعة ، أو هو العقد الذي نص تنفيذه في الأزل العلمي قبل التفتق الواقعي.
٢٢ ـ (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً (٢٢))
[النساء : ٢٢]
ما نكح الآباء هن المعقولات الصرفة التي تفتق في العقل البشري منذ القدم ، وهي معقولات متفق عليها ، معترف بها ، إذ لا حاجة للإنسان أيا كان للمجادلة في حقيقة الحق والخير والجمال والعدل ، فهذه الأسماء بدأت بالتفتق لآدم منذ خلق ، ثم تلاه من بعده بنوه ، وهي بعد مرور ألوف السنين كالطود الشامخ تعد تاج الإنسانية والفكر الإنساني.
٢٣ ، ٢٤ ـ (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٢٣) وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٢٤))
[النساء : ٢٣ ، ٢٤]
الإشارة إلى العائلة السماوية المقدسة التي هي الشجرة الجامعة ، وهذه الشجرة هي التي وصل إليها إبراهيم عليهالسلام في عروجه حتى السماء السابعة ، والعائلة مجموعة معقولات صرفة أيضا ، ولها نوافذ تطل بأشعتها منها على العالم ، فالأمهات الأعيان من النفوس الجزئية ، والأخوات شقائق الأسماء ، والعمات ما يصير إليه الفعل من تجريدات حتى يكون المعقول وهو ما رمز إليه في موضع آخر بالرطب كما جاء في سورة مريم ، والخالات شقائق الأسماء المزدوجة والمتضادة وبنات الأخ ما يتفتق العقل عنه من أسماء فرعية مثل كون الحلم