٣٧ ـ (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧))
[البقرة : ٣٧]
الكلمات نور الهدى الذي يتم به إنارة القلب بعد هبوطه إلى عالم الحس ، والتوبة ، كما قال الإمام الغزالي : واقعة تحت الوجوب ، فما من تائب إلا وتوبته فضل من الله تعالى لا بعمله هو ..
٣٨ ، ٣٩ ـ (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٩))
[البقرة : ٣٨ ، ٣٩]
الخطاب موجه إلى الجمع والكثرة لا إلى فرد النوع ، وفي الخطاب نكتة ذلك أن الآية تفيد المستقبل باعتبار ما سيأتي من آدم وحواء من نسل ، والحديث عن حضرة أسمائية سابقة على الخروج العياني ، والأسماء أصلها اسم واحد هو اسم الله الأعظم وهو الاسم الذي فسره أبو يزيد البسطامي بأنه لا إله إلا الله ، ثم أضاف مخاطبا السائل عن اسم الله الأعظم : ثم لا تكون أنت هناك ، وقول البسطامي يكشف عن علم عظيم مفاده أن الأسماء في تمظهرها تكشف كثرة ، لكنها في بطنانها حضرة واحدة هي مجلى الأحد ، وهذا المجلى هو العقل الإلهي المتجلي في النور المحمدي.
فالتأويل لا يختص بحدث زماني ومكاني ، وإلا لما كان كلام الله سبحانه أزليا أبديا معبر عن قيومية الحق ، فالحضرة من وجه هي عقل سميت آدم ، وهي من وجه آخر نفس منفعلة سميت حواء ، وكلا الوجهين أصل للكثرة ، وهذا هو معنى قوله سبحانه : (اهْبِطُوا ،) ففعل الهبوط دائم إذ في كل خروج نفسي من الروح الإلهي ثمة هبوط والهبوط خروج.
٤٠ ، ٥٠ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٦) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨) وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩) وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٠))
[البقرة : ٤٠ ، ٥٠]