قلبه عصا القوى الإنسانية قدرة إلهية تفعل ما تشاء.
١٥٤ ـ (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤))
[النساء : ١٥٤]
الطور مثل العقل ، إذ هو جبل ، والجبل يعلو السهل ، والرأس يعلو البدن ، وقوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) يعني ادخلوا من المدخل الحقيقي للعبادة الحقة وهي السجود ، أي السجود لله وهو في الإسلام وضع الجبهة على الأرض ، أي وضع ما وراء الجبهة على الأرض الإلهية.
وقوله : (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) يعني أن لا تعتدوا في السبت ، أي لا تتعدوا حدود الله التي تظهر في يوم عطلة اليهود ، أي التوقف عن الفعل ، وتكريس الفعل من ثم لله ، ولهذا كانت الديانة الموسوية مخصصة لكشف الفعل.
١٥٥ ـ (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥٥))
[النساء : ١٥٥]
طبع الله على القلوب يعني طبعها بالأسماء ، فكل قلب مطبوع باسم مذ يكون الإنسان جنينا في رحم أمه ، وهذا الطبع هو الميثاق الذي أخذه الله من العباد مذ كانوا في عالم الذر ، أي في العالم العلمي المحض ، والطبع بالكفر جزء من عملية الطبع بالإيمان ، لأن الكفر ستر وحجاب ، والستر والحجاب يستدعيان التفكير في خلق السموات والأرض لبدء القيام من ليل الغفلة.
١٥٦ ـ (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (١٥٦))
[النساء : ١٥٦]
البهتان الذي قيل على مريم هو أنها حملت بالزنا أي من فاعل ، ومريم هنا الإشارة إلى النفس الكلية التي هي شاشة إلهية محضة يرسم عليها الروح آياته ، أي يعرض صوره العينية والعيانية ومعادلات العلوم الإلهية ، فعدم الإقرار بطهارة النفس من شوائب عالم العناصر وكونها حوض هذا العالم ومستودعه ومرآته وأصله يعني رمي النفس المخلوقة على صورة الرحمن بالزنا ، أي التزاوج الخارجي الحسي.
١٥٧ ، ١٦٢ ـ (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (١٥٩) فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً (١٦٠) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً