٩ ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩))
[الأنفال : ٩]
الاستجابة إلى الخواطر المثبتة للقلب في ساعة الشدة وعند البأس ، ولقد نصر النبي بخاطره الإلهي حتى أنه كان أكثر المجاهدين شجاعة وصبرا على القتال ..
١٠ ـ (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠))
[الأنفال : ١٠]
يبشر الله بجزاء الجهاد وهو طمأنينة القلب ، والوصول إلى الطمأنينة بالفراغ من الجهاد بعد إتمام عملية فتق الأسماء ، فينتقل الله المؤمن من طور الإيمان إلى طور الإحسان ، حيث يطلعه على سر الأسماء والخواطر ، فيطمئن القلب ، إذ يرى كشفا دخول ملائكة الخواطر من اليمين والشمال جميعا ، وبعد أن يسلم الشيطان ، وتصير النفس الأمارة نفسا مطمئنة ، كما قالت امرأة العزيز : (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ) [يوسف : ٥١].
١١ ـ (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (١١))
[الأنفال : ١١]
النعاس إشارة إلى المسدل بين شطري الأسماء المتضادة كي يستريح القلب إلى جهة الإيمان دون جهة الإلحاد ، ويستند إلى أسماء الآلاء أي النعم الإلهية دون أسماء البلاء أي النقم والغضب ، إذ الله يؤيد عبده فإذا هو آمن متوكل حتى يجيء نصر الله والفتح الذوقي المبين.
١٢ ، ١٦ ـ (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (١٢) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (١٣) ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (١٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦))
[الأنفال : ١٢ ، ١٦]
تبين الآيات فعل الله وجنوده في القلب الكلي أي القلب الذي هو دائرة الأسماء الإلهية الوجودية ، كما يبين فعله في القلب الجزئي ، وذلك بأن يؤيد الله هذا القلب بنوره بواسطة خواطر اليمين ضد خواطر الشمال ... كما أنه يقذف في قلوب المشركين الرعب عن طريق خواطر الشمال نفسها فإذا المؤمن واثق بربه ونفسه وإمكاناته والقوى الملكية المؤيدة له ، في حين لا يجد الكافر أحدا يعاضده ويؤازره ، وإذا هو في الساحة وحيد.