الخواطر ، وأن يقعد لها كل مرصد ، أي أن يكون لها بالمرصاد ... حتى إذا آبت ، وأسلمت ، وسلم القلب من أذاها فلا خوف على الإنسان عندئذ منها.
٦ ـ (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (٦))
[التوبة : ٦]
الخطاب موجة إلى النبي باعتباره تجسد الروح الأمين وظهور الحقيقة المحمدية ، وكلام الله عند التحقيق يخرج على ألسنة الخلق أصواتا وحروفا وكلمات فالروح إذن يدعو القلب الذي ما زال في شباك الشرك ليسمع كلام الله فليس من متكلم سواه ، وهذا هو على الحقيقة سماع كلام الله ، حتى إذا تحقق القلب بحقيقة كون الكلام كله كلام الله يكون قد بلغ مأمنه ، أي صار في مأمن من الخواطر وكلام السوء ، وهذا المأمن هو البرد والسّلام اللذان كانا على إبراهيم.
٧ ، ١٠ ـ (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (٨) اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠))
[التوبة : ٧ ، ١٠]
المسجد الحرام الحقيقة الجامعة حيث لا خروج لأحد عليها حتى ولا الكفار والمشركون.
والعهد عند المسجد العهد الذي يعطى للحاج بأن يرجع من الحج كيوم ولدته أمه وقد حطت عنه الخطايا.
والاستقامة الوصول إلى اليقين ، حيث توجد عيون الزمزم والكافور والسلسبيل والزنجبيل ، وكلها عيون علوم التوحيد التي تعلم القلب الاستقامة ، وكل ما في الوجود يجسد هذه الاستقامة ، وما فيه إلا مستقيم تتبع مربوبيته الرب الذي هو على صراط مستقيم ، وإلى هذا المعنى أشار سبحانه في موضع آخر قائلا : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) [الجن : ١٦].
١١ ، ١٧ ـ (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١١) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢) أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤)