واحدة مشاكل أخرى كمشكلة العنس اللواتي يشكلن أحيانا ثلث النساء ، ووجود الأرامل والمطلقات ، وخاصة في زمن الحروب التي تأتي أحيانا على معظم الرجال كما حدث للألمان في الحرب العالمية الثانية.
كذلك فإن تحريم الطلاق لدى المسيحيين أثار مشاكل اجتماعية لم يكن لها من حل سوى قبول شريعة الطلاق نفسه وهو حل تبنته دول الغرب دولة بعد أخرى واشترعته.
ونحن نضرب هذه المشاكل الاجتماعية الحديثة مثلا للخلاف الجوهري بين نظرة الإنسان والنظر الإلهي ، فالإنسان لا ينظر إلى أبعد مما يبلغه فكره ، أما الفكر الإلهي فهو الفكر الكلي الأزلي الجامع أصلا للعلوم ، والذي هو خالق النفس وخواطرها والعليم بحاجاتها ومتطلباتها ، فإذا أحل الله شيئا فحلاله هو الذي يناسب طبيعة الإنسان ، وإذا حرمه فحرامه هو الأصلح أيضا ، فهو سبحانه الواصف نفسه بأن العليم الحكيم الخبير.
٦١ ـ (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١))
[يونس : ٦١]
الذات المطلقة بشرط الإطلاق هي غير الذات المطلقة لا بشرط الإطلاق فالأولى غنية عن التعين ، والثانية هي المتعينة ، وقالوا : إن ما يكون به التعيين هو غير التعين ، وهذا معنى قول ابن عربي إن الظاهر هو غير المظاهر.
والذات المطلقة لها الوجود الأصيل لأنها متجوهرة بذاتها كما قال الفارابي ، أو متهوية بهويتها ، أما الذات المتعينة فهي المتقوية بالأولى لا فكاك لها عنها لحاجتها إلى القوامة والقيومية ، كما لا فكاك لها عن العالم الحسي الذي هو مادة التعيين ولما كانت الذات الجزئية مضافة فلقد وصفت بأنها عدم ، وعرف الفارابي العدم بأنه نقص في الوجود ، وذلك بحكم كون هذه الذات مضافة إلى الذات الخالصة ، وعليه فالذات الخالصة تتصف بالصفات الآتية أولا هي الوجود الأصيل ، ثانيا لها القوامة على الذات الجزئية ، ثالثا لها القوى التي تمد بها الذات الجزئية ولها عملها أيضا ، فما الأخيرة إلا برمجة حاسوب ، فهي تموضع ومركز ومحل لا أكثر ، وإلى هذا أشارت الآية الكريمة.
٦٢ ، ٦٤ ـ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤))
[يونس : ٦٢ ، ٦٤]