الشهوات والغضب ، وإن كان للشهوة دور الأسد ومكانته في غاب الطبيعة.
١٥ ، ١٦ ـ (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (١٦))
[يوسف : ١٥ ، ١٦]
الوحي نزوع ذاتي قلبي إلى رفض الشهوة وخاطرها ، ويكون هذا بطبع الفؤاد بطابع العفة مذ يكون الإنسان جنينا في بطن أمه. فالعفيف عفيف بالطبع وكذلك الفاجر. وعن ابن عباس : ألهم المتقي تقواه ، وألهم الفاجر فجوره ، ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها.
والعشاء ليل المادة الكثيفة ، وقول الأخوة دفاع الأسماء عن نفسها أمام الروح ، والإخوة هنا الخواطر بحيث تلقي الخواطر تبعة كل فعل على العالم الخارجي ودواعي الشهوة والغضب.
١٧ ، ١٨ ـ (قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (١٧) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨))
[يوسف : ١٧ ، ١٨]
قميص يوسف رمز إلى مكانته عند ربه ، وقيل إن أباه هو الذي ألبسه القميص ، وإن يعقوب ورثه عن أبيه بدوره وهكذا حتى إبراهيم عليهالسلام والمعنى أن العائلة المقدسة ، الأنبياء وورثتهم ، محفوظون أزلا باسمه الحفيظ من كل سوء ، ولهذا كان النبي عليهالسلام إذا غشي أندية قريش في شبابه ألقى الله عليه النوم وهو في المنتدى حفظا له.
١٩ ، ٢٠ ـ (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠))
[يوسف : ١٩ ، ٢٠]
قلنا السيارة النفس الكلية. فلقد بدأت رحلة يوسف إلى العالم السفلي لما التقطته النفس الكلية ، وأرسلته إلى عالمها الكثيف ، وقوله : (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً) يعني إخفاء النفس للاسم العليم النفيس ، وجعله في رحالها ، وإلقاء شباك الكثافة المادية عليه.
٢١ ، ٢٢ ـ (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢١) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢))
[يوسف : ٢١ ، ٢٢]
قلنا : مصر مدينة البدن وقطفير هو عزيز مصر والاسم الحافظ في هذا البدن ، فهو نور