وذرية إبراهيم الموحدون في كل زمان ومكان ومن أي دين كانوا ، إذ أن إبراهيم هو نبي التوحيد وأبو الموحدين وهو الذي سمى المؤمنين مسلمين.
وسؤال إبراهيم ربه أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم يعني مناشدة الموحد ربه أن يجعل له من الناس أنصارا ومحبين.
٣٩ ، ٥٢ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (٤١) وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (٤٣) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (٤٦) فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (٤٧) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٤٩) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٥١) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٥٢))
[إبراهيم : ٣٩ ، ٥٢]
الإنسان وجودان فكر ووجدان ، والفكر فكران متناقضان مثلت النفس الأمارة أحد الشطرين المتناقضين ، وإبراهيم تزوج هاجر ، أي هاجر من بلاد ما بين النهرين ، أي نهري عالمي الوجوب والإمكان ، ساعيا في الأرض لجمع المعلومات ، وعن طريق فكره تم جمع هذه المعلومات الحسية كما كنا ذكرنا من قبل ، كما أن لاسم إسماعيل رمزا أيضا ، إذ أصل التسمية يسمع إيل ، وايل هو إله التوحيد المعبود منذ الألف الثالث قبل الميلاد ، فإبراهيم سمع صوت الله عن طريق فكره ، أي أن فكره الساعي إلى جمع المعلومات من العالم الظاهري كان يسمع في الوقت نفسه صوت الله في ذاته ، وكنا سمينا هذا الصوت في أول مراحل هجرة الإنسان إلى ربه الضمير ، فهناك عاملان في اكتساب القلب للمعلومات ، الانطباعات عن العالم الخارجي والحدس العقلي الذي يسمع أصوات ملائكة المعقولات ، وسمي هيغل هذه المعقولات مقولات ، وعرفها بأنها : كليات عقلية خالصة هي تعريف للمطلق.
ولقد ولد إسماعيل ببكة الصور ، وسعت أمه وهي تحمله متنقلة بين الصفا والمروة باحثة