ظاهرات وأشباحا متحركة من إنسان وحيوان بإذن ربها ، حتى يرى العقل وهو ما يزال طفلا هذه الأشكال البارزة ، فيبدأ التفكير والاعتبار ، فإذا نضج الزرع واستوى على سوقه وجاء الحصاد جاء البشير باليقين.
٧٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣))
[الحجر : ٧٣]
الصيحة بمثابة النفخ في الصور وطلوع الشمس من المغرب كما ورد في حديث يوم القيامة وأشراط الساعة ، والصيحة خروج الفكر الكلي من بطنان الفكر الجزئي ، فإذا الأخير سراب يباب شبح كفزاعة طيور ليس له من الأمر إلا رجع الصدى.
٧٤ ـ (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤))
[الحجر : ٧٤]
الإشارة إلى مدينة البدن ، وعاليها الرأس وما فيه ، وسافلها قوى الشهوة والغضب ، والحجارة التي أمطرها الله على أهل المدينة دخول جند الله من الخواطر القاهرة الموحدة القلب من كل باب دخل إخوة يوسف مصر من أبواب متفرقة.
٧٥ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥))
[الحجر : ٧٥]
الآيات للمتوسمين العبر للموحدين الذين أفاقوا من نوم أهل الكهف ، فرأوا ما في هذا الكهف من آيات ، وكيف أن الله اتخذ من الكهف وأصحابه هيكلا للظهور ، وقال الحلاج :
سبحان من أظهر ناسوته |
|
سر سنا لاهوته الثاقب |
حتى بدا لخلقه ظاهرا |
|
في صورة الآكل والشارب |
٧٦ ، ٧٨ ـ (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨))
[الحجر : ٧٦ ، ٧٨]
السبيل الطريق ، وإنها عائدة إلى القرى ، والمعنى أن لا طريق سوى هذه الطريق ، وقد توصلت النقاد إلى نتيجة فحواها أن الغربيين نهجوا منهج الحس والتفكير المنطقي ودراسة عالم الطبيعة وصولا إلى النتائج العلمية ومعرفة القوانيين الطبيعية والنفسية والاجتماعية والسياسية ... أي أن الغربيين اعتمدوا عالم العيان وأغفلوا عالم العين ، في حين أن الشرقيين اعتمدوا منهج الحدس وتعريفه قبول المفاهيم العقلية بالفطرة والإلهام دون الحاجة إلى الفكير المنطقي ، وهذا هو منهج الروحانيين من الأنبياء والفلاسفة والصوفيين ، أي أن الشرقيين اعتمدوا عالم العين بعد أن استتفدوا مالدى عالم العيان من معقولات جردت من المحسوسات حتى تحصل لدى العقل ذخيرته من المقولات.