المسلمون أمثال ابن عربي والغزالي والفارابي وآخرون.
٥ ـ (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥))
[الإسراء : ٥]
العباد أولو البأس الذين بعثهم الله على بني إسرائيل هم جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوهم ، والإشارة إلى جنود الخواطر حين لا يكون للقلب مدد من نور اليقين ، وحين يصير ميدانا تصطرع فيه الخواطر.
٦ ـ (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦))
[الإسراء : ٦]
الإشارة إلى إحياء القلب بنور الضمير ، فإذا صاحبه قد تاب وأناب وهذا مشاهد في بعض أصحاب المعاصي والأهواء الذين يعيشون زمنا مستسلمين للشهوات سادرين في الضلالة ، فإذا أراد الله هديهم أضاء لهم نور الضمير فانقلبوا صالحين.
والصورة في الآية تمثيل القلب وما يقع فيه من صراع ، ففي القلب جنود الرحمن وجنود الشيطان يتقاتلون ، والقلب يميل إلى هؤلاء تارة وطورا إلى أولئك ، والحرب من فعل الله عزوجل ليميز الخبيث من الطيب ، والخيط الأبيض من الأسود ، فيصير القلب بعد ذلك عالما وصاحبه عارفا.
٧ ـ (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧))
[الإسراء : ٧]
الإشارة إلى ما يقع بعد بلوغ القلب مقام الإحسان حيث ينقلب كل شيء عاليه سافله ، فلقد جاء في الآية ذكر الوجه ، والوجه حقيقة الإنسان ، والإساءة طمس الوجه وفناؤه ، وهو ما يعرف في علم التصوف بالاصطلام أي استئصال شأفة الأنية ، كما ورد في الآية دخول المسجد ، والمسجد للجمع ، والإشارة إلى شمول الفناء مجموع الأنيات الجزئية فإذا الجميع فانون بعد أن يشاهدهم المكاشف أشباحا متحركة بقوى الروح ، فليس في المسجد إلا مصلون لله ساجدون ، وليس في الوجود من شيء إلا وهو ساجد لله مسبح بحمده.
٨ ـ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (٨))
[الإسراء : ٨]
الرحمة إنقاذ الفاني الغارق في بحر الهوية الإلهية من الغرق وهو ما يسمى في علم الصوفية البقاء بعد الفناء ، ومن دعاء الصوفية ، اللهم هبني البقاء بك بعد الفناء فيك ، والمعنى أن الإنسان صاحب الأنا الجزئية قدمها إلى الله أضحية ففداه الله بخير منها وهي الأنا الكلية ، وبهذه الأنية يصبح الصوفي عارفا بالله وإنسانا كاملا ، وذلك لأنه وصل عين الجمع ، فهو