١٩ ـ (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩))
[الإسراء : ١٩]
الآخرة الوصول إلى الكليات وجني القطاف من رطب المعقولات الكلية كما فعلت مريم النفس المطمئنة ، لما أجاءها مخاض الجهاد إلى النخلة الحاملة لتلك الرطب ، والسعي هو الجهاد الذي تحدثنا عنه من قبل ، ولهذا قال صلىاللهعليهوسلم : (نحن الأنبياء أشد الناس بلاء ، يبتلى العبد على قدر دينه ، فإن كان في دينه شدة كان في بلائه شدة ، وإن كان في دينه رقة كان في بلائه رقة ، وما يزال البلاء بالعبد حتى لا يدعه يمشي على الأرض وعليه خطيئة).
٢٠ ـ (كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (٢٠))
[الإسراء : ٢٠]
إمداد أصحاب العاجلة وأصحاب الآجلة أمر طبيعي لتحقيق التوازن الكوني ، فالمعروف عن الصوفية أنهم زهاد أصحاب خلوة ، عازفون عن الدنيا ، جادون في طلب العلم ، ولو كان الناس كلهم صوفيين لما وجد من يمد الناس كل يوم بالخبز والإدام ، سبحانه جعل للعاجلة أهلها ، وللآخرة أهلها ، وأمد هؤلاء وهؤلاء من عطائه ليتحقق التوازن المطلوب.
٢١ ـ (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (٢١))
[الإسراء : ٢١]
الوجود هرم أعلاه الإنسان الكامل أو النبي صلىاللهعليهوسلم وقاعدته البهائم ، وقال الإمام الغزالي : لو لا خلق البهائم ما عرف شرف الإنس.
٢٢ ـ (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (٢٢))
[الإسراء : ٢٢]
يوصى الحق الإنسان بألا يصرف وجهه عنه ، وكل من يرغب عن الله يبتعد عن الحق والحقيقة ، ويضيع بالتالي في تيه الأسماء والأنية.
٢٣ ، ٢٤ ـ (وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤))
[الإسراء : ٢٣ ، ٢٤]
القضاء الحقي قضى بألا يعبد سواه ، ولهذا القضاء القدرة على تحقيق ما يريد ، فهو عن طريق الأسماء والصور متحكم في كل صاحب اسم وصورة ، ولهذا ما خرجت الصورة عنه ، ولهذا قال سبحانه في موضع آخر : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) [البقرة : ١١٥] ، فوجه الله الوجه الجامع ، وصورته الصورة الجامعة ، ولهذا جاء في الحديث : خلق الله آدم على