٤١ ، ٤٤ ـ (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (٤٢) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٤٣) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤))
[طه : ٤١ ، ٤٤]
الإشارة إلى الشريعة والحقيقة عند ما تواجهان النفس الأمارة في محاولة لإقناعها بالقول اللين الجميل ، والنفس إذا كتبت من الأشقياء ، لا تسمع النصح ولا تتقبله لا بل تنفر منه وتسخر ، قال الحسن البصري قال سبحانه لموسى وأخيه : اعذرا إليه أي فرعون لعله يتذكر أو يخشى ، فقولا له : إن لك ربا ومعادا ، وإن بين يديك جنة ونارا ، لعله عند ذلك يتذكر أو يخشى ، وهو عندي لا يتذكر أو يخشى.
٤٥ ـ (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥))
[طه : ٤٥]
الأخلاق ضعيفة أمام القوة ، لا سيما وأن الأخلاق لا تعتمد العنف كما اشتهر بهذا غاندي الذي رفع شعار عدم استخدام العنف ، وبطش النفس الأمارة وطغيانها مخيفان ، فأنى لصوت الضمير أن يغلب جيش الطغيان هذا؟
٤٦ ـ (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (٤٦))
[طه : ٤٦]
الإشارة إلى الحضور الإلهي الذي هو الأمر من قبل ومن بعده فسواء ظلم الطاغية وبطش أم عفا وأصلح فالحق أمره ، إذ الفعل صفة ، والصفة اسم والاسم لله ، فلا خروج على الله خيرا وشرا.
٤٧ ، ٤٨ ـ (فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨))
[طه : ٤٧ ، ٤٨]
الإشارة إلى إنقاذ الحواس والقلب من طغيان الشر ، وهذا الإنقاذ هو السّلام الذي ذكره سبحانه في موضع آخر قائلا : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)) [يس : ٥٨] ، وهو السّلام الذي ورد في قصة إبراهيم عند ما ألقى في نار التضاد والتناقض.
٤٩ ـ (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩))
[طه : ٤٩]
النفس في انشطارها عن والديها الروح والنفس الكلية لا تؤمن للرب مربيها بواسطة أبويها ، ولهذا فهي تطغى وتدعى الملكية وحرية التصرف والمشيئة والفعل.
٥٠ ـ (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠))
[طه : ٥٠]
شرح فعل الرب الخفي الذي له الخلق والأمر ، فالخلق خلق النفس أولا بشطرها عن شمس الحق ، ثم كسوتها سربال الاسم حتى تتصرف وهذا ما عبرت عنه الآية قائلة : (الَّذِي