جزئيا إن لم يقم بالكلي ، وكان الكلي أصله؟
إن نظريات الإيمان بالمصادفة أو بالطبيعة لا تردم الهوة التي تفصل بين الإنسان والكون ، ولقد اعتمدت الفلسفة الوجودية المصادفة وحرب التناقضات ، وجعلت الإنسان مسؤولا عن مصيره ، كما جعلت حياته نفسها مشروع وجود ... ولكن إلى أي مصير انتهت الوجودية بعد هذا الطبل والزمر؟
لقد خلق الإنسان ضعيفا ، هلوعا ، جزوعا ، وما لم تكن له قاعدة أرضية يقف عليها فهو حائر معذب مسكين ضائع حتى وإن أفلح في الوصول إلى القمر والكواكب الأخرى ، والآية الثامنة والتسعون تذكر بهذه القاعدة الأرضية ، وما استطاعت الأنبياء تحقيق ما حققوا من نجاح ونصر لعقيدتهم إلا بسبب إيمانهم المطلق بذلك الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يصمد إليه في كل أمر.
فالإيمان وحده هو الذي يجعل من الإنسان الحيوان إنسانا كاملا متألها ، وهذا ما دعا إليه بعض فلاسفة الغرب الذين بشروا بالسوبرمان ذلك الإنسان الفذ الأعلى ، ويحقق الإنسان المؤمن المعجزات بإيمانه حتى أن المسيح عليهالسلام ضرب لهذا مثلا قائلا : (لو كان لأحدكم حبة خردل من إيمان لقال للجبل انتقل فينتقل الجبل من مكانه).
٩٩ ، ١٢٩ ـ (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (٩٩) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (١٠٠) خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً (١٠١) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً (١٠٣) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً (١٠٤) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (١٠٥) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (١١٤) وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (١١٦) فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧) إِنَّ لَكَ