وقوله : (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) يعني أن لا حاجة لله في الناس ، بل الناس في حاجة إلى الله لأنه الأصيل والقوام والنور.
٩٨ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨))
[آل عمران : ٩٨]
الكفر بآيات الله مشاهدة مطالع وجهه في مظاهر الصفات ، وهي وجوه الناس ، أي حقائقهم ، ثم الكفر بهذه المشاهدة ، وعدم رد الفرع إلى الأصل ، والممكن إلى الواجب ، والفاني إلى الحي القيوم.
٩٩ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩))
[آل عمران : ٩٩]
الصد عن سبيل الله الدوران في دائرة مظاهر الصفات دون التوجه إلى مركز الدائرة ، وهذا الدوران الصفاتي الظاهري هو العوج والله في المركز لا يغفل عن الغافل والمحجوب إذ هو سميع بصير.
١٠٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠))
[آل عمران : ١٠٠]
الفريق من أهل الكتاب المحجوبون هم الذين حرفوا كلام الله عن موضعه ، وقوله : (فَرِيقاً) يعني أن ليس كل أهل الكتاب ضالين محجوبين وعن الفريق الآخر المهدي قال سبحانه في موضع آخر : (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ) [المائدة : ٨٢ ، ٨٣]
١٠١ ، ١٠٢ ـ (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢))
[آل عمران : ١٠١ ، ١٠٢]
الصراط المستقيم هو حنيفية إبراهيم السمحة ، وهي سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ففي السنة نور لطيف يمكن به كشف الآيات المحكمات وتمييزها عن المتشابهات في كتاب الله ، فأحاديث رسول الله فيها إشارات إلى مواضع الأصول في كتاب الله ، وتجد الصوفية يستندون إلى الأحاديث النبوية ويجعلونها عماد أحاديثهم هم لأنها المدخل إلى علومهم والمفتاح.
١٠٣ ـ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣))
[آل عمران : ١٠٣]