(تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (٨) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤)
لمالت (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) صنف (بَهِيجٍ) يبتهج به لحسنه.
٨ ـ (تَبْصِرَةً وَذِكْرى) لنبصّر به ونذكّر (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) راجع إلى ربّه مفكر في بدائع خلقه.
٩ ـ (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) كثير المنافع (فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) أي وحبّ الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالحنطة والشعير وغيرهما.
١٠ ـ (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ) طوالا في السماء (لَها طَلْعٌ) هو كل ما يطلع من ثمر النخيل (نَضِيدٌ) منضود بعضه فوق بعض لكثرة الطلع وتراكمه ، أو لكثرة ما فيه من الثمر.
١١ ـ (رِزْقاً لِلْعِبادِ) أي أنبتناها رزقا (١) ، لأن الإنبات في معنى الرزق ، فيكون رزقا مصدرا من غير لفظه وهو مفعول له أي أنبتناها لرزقهم (وَأَحْيَيْنا بِهِ) بذلك الماء (بَلْدَةً مَيْتاً) قد جفّ نباتها (كَذلِكَ الْخُرُوجُ) أي كما حيّيت هذه البلدة الميتة كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم ، لأنّ إحياء الموات كإحياء الأموات ، والكاف في محلّ الرفع على الابتداء.
١٢ ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل قريش (قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ) هو بئر لم تطو ، وهم قوم باليمامة (٢) ، وقيل أصحاب الأخدود (وَثَمُودُ).
١٣ ـ ١٤ ـ (وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ) أراد بفرعون قومه ، كقوله : (مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ) (٣) لأن المعطوف عليه قوم نوح والمعطوفات جماعة (٤) (وَإِخْوانُ لُوطٍ
__________________
(١) في (ظ) و (ز) رزقا للعباد.
(٢) اليمامة : بينها وبين البحرين عشرة أيام وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر ، فتحها خالد بن الوليد عنوة سنة ١٢ ه وكان اسمها قديما جوّا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم (معجم البلدان ٥ / ٥٠٥).
(٣) يونس ، ١٠ / ٨٣.
(٤) في (ظ) و (ز) جماعات.