وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٨) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (٢٣)
(مَسْنُونٍ) (١) (مِنْ طِينٍ لازِبٍ) (٢) (مِنْ تُرابٍ) (٣) لاتفاقها معنى ، لأنه يفيد أنه خلقه من تراب ، ثم جعله طينا ، ثم حمأ مسنونا ، ثم صلصالا.
١٥ ـ ١٦ ـ (وَخَلَقَ الْجَانَ) أبا الجنّ ، قيل هو إبليس (مِنْ مارِجٍ) هو اللهب الصافي الذي لا دخان فيه ، وقيل المختلط بسواد النار من مرج الشيء إذا اضطرب واختلط (مِنْ نارٍ) هو بيان لمارج كأنه قيل من صاف من نار أو مختلط من نار ، أو أراد من نار مخصوصة كقوله : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) (٤) (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
١٧ ـ ١٨ ـ (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) أراد مشرقي (٥) الصيف والشتاء ومغربيهما (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
١٩ ـ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) أي أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا فصل بين الماءين في مرأى العين.
٢٠ ـ ٢١ ـ (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) حاجز من قدرة الله تعالى (لا يَبْغِيانِ) لا يتجاوزان حدّيهما ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٢٢ ـ ٢٣ ـ (يَخْرُجُ) يخرج مدني وبصري (مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) بلا همز أبو بكر ويزيد ، وهو كبار الدّرّ (وَالْمَرْجانُ) صغاره ، وإنما قال منهما وهما يخرجان من الملح لأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرجان منهما ، كما يقال يخرجان من البحر ولا يخرجان من جميع البحر ولكن من بعضه ، وتقول خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محالّه ، وقيل لا يخرجان إلا من ملتقى الملح
__________________
(١) الحجر ، ١٥ / ٢٦ و ٢٨ و ٣٣.
(٢) الصافات ، ٣٧ / ١١.
(٣) آل عمران ، ٣ / ٥٩. الكهف ، ١٨ / ٣٧. الحج ، ٢٢ / ٥. الروم ، ٣٠ / ٢٠. فاطر ، ٣٥ / ١١. غافر ، ٤٠ / ٦٧.
(٤) الليل ، ٩٢ / ١٤.
(٥) زاد في (ظ) و (ز) الشمس في ، وهي من تبسيط النساخ ليست في الأصل.