(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٥) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٨) يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (٣٠)
والعذب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٢٤ ـ ٢٥ ـ (وَلَهُ) ولله (الْجَوارِ) السفن ، جمع جارية ، قال الزّجّاج : الوقف عليها بالياء ، والاختيار وصلها ، وإن وقف عليها واقف بغير ياء فذا جائز على بعد ولكن يروم الكسر في الراء ليدلّ على حذف الياء (الْمُنْشَآتُ) المرفوعات الشّرع ، المنشّات بكسر الشين حمزة ويحيى الرافعات الشّرع ، أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهنّ (فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) جمع علم ، وهو الجبل الطويل (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٢٦ ـ ٢٧ ـ (كُلُّ مَنْ عَلَيْها) على الأرض (فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) ذاته (ذُو الْجَلالِ) ذو العظمة والسلطان ، وهو صفة الوجه (وَالْإِكْرامِ) بالتجاوز والإحسان ، وهذه الصفة من عظيم صفات الله ، وفي الحديث : (ألظّوا بيا ذا الجلال والإكرام) (١) وروي أنه عليهالسلام مرّ برجل وهو يصلّي ويقول : يا ذا الجلال والإكرام ، فقال : (قد استجيب لك) (٢).
٢٨ ـ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) والنعمة في الفناء باعتبار أنّ المؤمنين به يصلون إلى النعيم السرمد ، وقال يحيى بن معاذ : حبذا الموت فهو الذي يقرّب الحبيب إلى الحبيب.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وقف عليها نافع ، كلّ من أهل السماوات والأرض مفتقرون إليه ، فيسأله أهل السماوات ما يتعلق بدينهم ، وأهل الأرض ما يتعلق بدينهم ودنياهم ، وينصب (كُلَّ يَوْمٍ) ظرفا بما دلّ عليه (هُوَ فِي شَأْنٍ) أي كلّ وقت وحين يحدث أمورا ويجدد أحوالا ، كما روي أنه عليهالسلام تلاها ، فقيل له : وما ذلك الشأن؟ فقال : (من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين) (٣). وعن ابن عيينة : الدهر عند الله يومان ، أحدهما اليوم الذي هو
__________________
(١) الترمذي من رواية يزيد الرقاشي عن أنس.
(٢) الترمذي والبخاري في الأدب المفرد ، وأحمد والبزار والطبراني من طريق أبي الورد عن اللجلاج عن معاذ فذكره ، وفي الأدب المفرد قال : (سل).
(٣) ابن ماجه وابن حبان والطبراني والبزار وأبو يعلى من حديث أبي الدرداء.