(وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (٧٧) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٨٢) وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (٨٣) إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٤)
٧٦ ـ (وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) ومن آمن به وأولاده (مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) غم (١) الغرق.
٧٧ ـ (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) وقد فني غيرهم ، قال قتادة : الناس كلهم من ذرية نوح ، وكان لنوح عليهالسلام ثلاثة أولاد سام وهو أبو العرب وفارس والروم ، وحام وهو أبو السودان من المشرق إلى المغرب ، ويافث وهو أبو التّرك ويأجوج ومأجوج.
٧٨ ـ (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) من الأمم هذه الكلمة ، وهي :
٧٩ ـ (سَلامٌ عَلى نُوحٍ) يعني يسلمون عليه تسليما ويدعون له ، وهو من الكلام المحكي كقولك قرأت سورة أنزلناها (فِي الْعالَمِينَ) أي ثبّت هذه التحية فيهم جميعا ، ولا يخلو أحد منهم منها ، كأنه قيل ثبّت الله التسليم على نوح وأدامه في الملائكة والثقلين يسلّمون عليه عن آخرهم.
٨٠ ـ (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) علّل مجازاته بتلك التكرمة السنية بأنه كان محسنا.
٨١ ـ (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) ثم علّل كونه محسنا بأنه كان عبدا مؤمنا ليريك جلالة محل الإيمان ، وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم.
٨٢ ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) أي الكافرين.
٨٣ ـ (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) أي من شيعة نوح أي ممن شايعه على أصول الدين ، أو شايعه على التصلّب في دين الله ومصابرة المكذبين ، وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة ، وما كان بينهما إلا نبيان هود وصالح.
٨٤ ـ (إِذْ جاءَ رَبَّهُ) إذ تعلق بما في الشيعة من معنى المشايعة ، يعني وإنّ ممن شايعه على دينه وتقواه حين جاء ربّه (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) من الشرك ، أو من آفات القلوب
__________________
(١) في (ز) وهو.